وطني..حين تجنح الشمس للمغيب وتسدل خيوطها المتدرجة يبقى لون حبك مضيئاً في أزقة مدن قلبي الغارقة في الليل ويمدها بأكوام نور مبعثرة تُذَوِب كل معنى للكره وتنسل إلى بيوالوطن..تلك الشمس التي تنصب خيامها في قلوب محبيها وتجعل أوتادها تتشابك في عناق صميم يعكس كل معنى جميل للحب..الوطن.. تلك الأم التي تحتضن أبناءها وتزرع ورود الانتماء في أعماقهم..هو النغم الذي يتسلل إلى الجسد ويهزّ كل شعور يكنه له ويجعله يرقص في ميدان التضحية.
وطني..ونحن في هذه اللحظات التي تسمّر فيها التاريخ عند صفحتك المضيئة ومضى حاملاً مشعل ذكرك الندي ينحني الجبل الأصم تعظيماً لقدرك وكأنه حيّة ودعت التربع في بطن الصحراء,فالكلمات تنساب في حقك كأمواج متلاحقة في عوالم لا نهائية ويذوب فيها الإحساس والمشاعر.
تها لتزرع في كل منها فسيلة وفاء وتضحية تجدد حبك مع إشراقة الشمس.
فأنت ذلك الحصان الذي يرتاد الشواطئ الحريرية ويلونها بألوان الانتماء ويجعل منها محطة يقف عندها القلم حائراً,عاجزاً ويخلق من الحبر كلمات تتراقص فوق مسرحك هاتفةً بالولاء.
أيها الغالي..أينما تنقلت خطوات جسدي فإن الحنين المتوثب في الأعماق سيظل يقفز ويقفز إلا أن ينسل القلب إلى أرضك و تتكالب أزمة الانتماء على عشبك وتوقف لحنها الموحش الذي يئن تحت سيف الفراق ويبقى لحنك بأنغامه العذبة يتحف آذان الظلام.
نعم..هذا هو الوطن..ذلك السراج الذي يجعل من أشباح السواد نجوماً تفتح عيونها لتضيء برك الليل التي تعيق الروح,ومهما تعددت الكلمات فإن القلب سيظل وحده الشاعر التي تهيم بصمات روحه بين مروج الحب.
1 التعليقات:
تسلم الأيادي
كلمات جميلة ومؤثرة
بالتوفيق
إرسال تعليق