أهلاً وسهلاً بزوارنا الكرام




الاثنين، 15 مارس 2010

تراث البحر


الغوص واللؤلؤ



صناعة الغوص:

اعتمد اقتصاد البحرين على هذه الصناعة منذ أقدم العصور كما تؤكد الشواهد التاريخية. ويعتقد الباحثون المعاصرون أن أول ذكر لرحلة الغوص هو ما ورد في ملحمة جلجامش عن زهرة الخلود... وأن المقصود بها هو اللؤلؤ، واستدلوا على ذلك من وصف طريقة الحصول على الزهرة من قاع البحر، وإن جذورها ممتدة في أرضه وإن الباحث عنها يستعين بحجر ثقيل لإيصاله إلى القاع... وإلى آخر ما ذهبت إليه الأسطورة...
كما تدل آثار الآشوريين على احتفائهم باللؤلؤ ويطلقون عليه اسم ( عيون السمك). وتكلم المؤرخ ( بلينى) عن ( تايلوس) وأنها تشتهر باللؤلؤ.
بدأت أهمية الغوص الاقتصادية تقل تدريجياً منذ أواخر العشرينات كما تؤكد الإحصائيات، فعلى سبيل المثال كانت أعداد السفن التي أبحرت للغوص في عام 1929 خمسمائة وثمانية وثلاثين سفينة تحمل أكثر من عشرين ألف بحار، وبعد عدة سنوات وتحديداً في 1936 بلغ عدد السفن مائتين وأربعة وستين سفينة يعمل عليها تسعة آلاف وثمانمائة بحار فقط.

يصنف اللؤلؤ حسب الحجم والجودة والوزن، ويكسب سعره من خلال هذا التصنيف، وتستعمل لمعرفة الحجم عدد من الطاسات النحاسية المعدة لهذا الغرض.
ويسمى اللؤلؤ حسب حجمه كما يلي:

( رأس ) وهي التي تحتجز في الطاسة الأولى يليها ( بطن ) ثم ( الذيــل ) و(السحتيت ) وهو من أصغر الأنواع. أما تصنيف اللؤلؤ من حيث الجمال والجودة فتسمى اللؤلؤة الجميلة ( جيون ) من الهندية وتعني الجميــل... ثــــم ( خشن ) ثم ( جولواه ) و ( بدله ) و ( ناعم ) وأخيراً ( بوكه)

عميلة الغوص:

يتم الاتفاق بين قبطان السفينة وقد يكون مالكها ويسمى ( نوخذا ) وبين مجموعة البحارة على العمل عنده وفق النظم المعمول بها والمعدة من قبل حكومة البحرين، ويقوم النوخذا بإعطائهم مبالغ نقدية ( سلف - تسقام - خرجية) ويكاتبهم بذلك وتستوفي منهم بعد عملية البيع .. والجدير ذكره بأن نظام توزيع الأرباح يتم حسب نظام الحصص ( قلاطه ).
--------------
البحر والإبداع

لم يكن البحر مصدر رزق فقط بالنسبة للمواطن البحريني بل شكّل منهجاً حياتياً متكاملاً ومن الطبيعي أن يفرز هذا النهج كمّاً هائلا من موارد المأثور الشعبي شكّلت في مجملها عنوان الهوية... فإضافة إلى عشرات الأنماط الغنائية التي يردّدها البحارة أثناء عملهم على سطح السفينة أو فوق اليابسة كانت هناك عشرات القصص والروايات عن العواصف والأهوال التي صادفتهم ووسائل التغلب عليها وحكايات جزر البحر وقيعانه المأهولة بالكائنات مروراً بعشرات الأنماط من الألعاب الشعبية واحتفالات الوصول والمغادرة وغيرها من التكدسات التراثية التي أثرت المخزون الفلكلوري لشعب مملكة البحرين.

--------------

أبرز وسائل الصيد

--------------


الشبك
اسمه الشعبي ( غزل ) تجمع على ( غزول )، جاءت التسمية لكون الشباك كانت تغزل محليا كما أسلفنا وهو بأنواع وأشكال مختلفة ولكل نوع اسم خاص به.
ومن أهم أنواع الشباك:
السالية – الياروف – المنصب – القرقور – الكوفه


الحظرة:
من مصائد السمك الرئيسية والهامة لا تنصب إلا في المياه الضحلة وعادة بالقرب من السواحل وتعتمد عملية الصيد على ظاهرتي المد والجزر.

القرقور:
من مصائد السمك الرئيسية والهامة تنصب في المياه المتوسطة العمق وعادة وتعتمد عملية الصيد فيها على ظاهرتي المد والجزر.


--------------

الإنسان والبحر والسفينة

شكّل البحر- ولازال يشكّل- عنصراً هاماً من عناصر الشكل الاجتماعي لمملكة البحرين، وقد أسهم في صياغة حياة الإنسان المادية فيها. وارتبط البحريني بعلاقة متفاوتة مع البحر، فكان مصدر رزقه ومكان تسليته، وفي بعض الأحيان... مثواه الأخير...

عرف هذا المجتمع لدى المؤرخين باسم " مجتمع الغوص" وقد أفرز بدوره عدداً من الصناعات التابعة له، والتي انتهت – أو كادت – بانتهائه، غير أن أهم إفرازاته على الإطلاق تتمثل في الكم الهائل من موارد المأثور الشعبي التي وثّقت نمط الحياة الاجتماعية السائدة وحدّدت شكل الثقافة المادية المعبّرة عن الذات.


صناعة السفن:

وهي من الصناعات التي تشتهر بها البحرين منذ أقدم العصور.ويرجع ذلك إلى مهارة الدلمونيين في الملاحة ومعرفتهم التامة بعلم الفلك، ولقد امتدت تجارتهم إلى مسافات بعيدة شملت وادي السند وشرق أفريقيا وبلاد ما بين النهرين.
ولعل وقوع البحرين في موقع استراتيجي في منتصف الخليج ساعد على اتخاذها مركزاً تجارياً فبرع أبناؤها في بناء السفن منذ أيام ( ابن يامن ) وصولاًً إلى العصر الحالي حيث يشكّل أبناء البحرين والعوائل ذات الأصول البحرينية القاعدة الأساسية العريضة لحرفة بناء السفن في الخليج العربي.
أهم أنواع السفن:

 

البوم: هو من أكبر السفن حجماً ويستعمل في الغوص ونقل البضائع والأسفار البعيدة.

البتيل : من السفن الكبيرة المستخدمة في الغوص والسفر، الكبيرة منها تستعمل صاريتين وشراعين تمتاز بمقدمتها الدائرية. قد تكون المفردة من بتيلي السواحلية وتعني السفينة الدائرية.
البغلة: من السفن الكبيرة. قال عنها حافظ وهبه في كتابة (( جزيرة العرب)) أنها تحمل حوالي 2500 من بضاعة التمر أو أكياس الأرز.

السنبوك: ورد للفظ ( صمبوق ) كناية عن سفينة عمانية في كتاب ابن بطوطة، قد تكون من ( سنبك ) الأعجمية وتعني زورق صغير، انتشرت صناعة السنابيك وطغت على ما كان سائداً كالبتيل والبقارة. ويمتاز بمقدمته المنحنية.

البانوش: أحدث أنواع السفن، ابتكر في الثلاثينات، هو في الأصل سنبوك غُيرت شكل المقدمة وحورت القاعدة بإضافة ( الكروة ) ليعمل بالمحركات بدلاً من الأشرعة... وهو الشكل السائد الآن ويصنع في الحاضر من مادة الفايبر جلاس.





0 التعليقات: